وفقاً لما ورد في تقرير جديد صدر عن لجنة الأمم المتحدة للنطاق العريض المعنية بالتنمية المستدامة، تقود تكنولوجيات النطاق العريض اليوم تحولاً جوهرياً في الكثير من القطاعات المتصلة بالتنمية التي تشمل الصحة والتعليم والشمول المالي والأمن الغذائي، مما يجعلها مسرّعاً رئيسياً نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDG) للأمم المتحدة.

وصدر التقرير الذي يحمل العنوان "حالة النطاق العريض 2017: النطاق العريض يحفّز التنمية المستدامة" قبيل اجتماع الخريف للجنة في مدينة نيويورك في 17 سبتمبر وأثناء الجمعية العامة للأمم المتحدة المعقودة في الفترة 25‑12 سبتمبر في نيويورك أيضاً.

وتقرير حالة النطاق العريض الذي يصدر سنوياً، يقدم لمحة عالمية فريدة حول النفاذ إلى شبكات النطاق العريض والقدرة على تحمل تكاليفه، مع بيانات عن قياس النفاذ إلى النطاق العريض على أساس كل بلد على حدة بالمقارنة مع الأهداف الرئيسية التي نادت بها اللجنة وحددتها في 2011.

وقال هولين جاو، الأمين العام للاتحاد الذي يعمل بصفته نائب الرئيس المشارك للجنة مع المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا "إن النطاق العريض يكتسي أهمية حاسمة لتزويد الناس بالموارد اللازمة لتحسين أحوالهم المعيشية ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة في العالم". وأضاف قائلاً "وتشمل الأهداف المتعلقة بالتعليم والمساواة بين الجنسين والبنية التحتية مقاصد طموحة تتعلق بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ويشير تقرير حالة النطاق العريض لعام 2017 إلى كيفية إسهام النطاق العريض بالفعل في هذا الأمر ويقدم توصيات قيّمة بشأن كيفية زيادة هذا الإسهام في المستقبل."

ويبحث التقرير كذلك الاتجاهات العالمية في توصيلية وتكنولوجيات النطاق العريض وينظر في التطورات السياساتية والتنظيمية وتطبيقات النطاق العريض المتعلقة بالتنمية المستدامة. كما يقدم العديد من التوصيات المتعلقة بالسياسات.

ويشير التقرير إلى أن تشجيع الاستثمار في مجال توصيلية النطاق العريض من مجموعة واسعة من القطاعات، يمكن أن يساعد في تحقيق الإمكانات الكاملة لهذه التكنولوجيات وتقريب العالم من تحقيق الهدف المتمثل في إقامة مجتمع رقمي شامل يمكن للجميع النفاذ إليه.

تزايد التفاوت الرقمي بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية

في حين أن %48 من سكان العالم يستعملون الإنترنت الآن، لا يزال حوالي 3,9 مليار شخص لا يتمتعون بالنفاذ إلى الإنترنت – مع تزايد الفجوة الرقمية بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية. وتشير التقديرات إلى أنه من المتوقع أن يصل انتشار الإنترنت في العالم النامي إلى %41,3 بحلول نهاية 2017، بينما يُتوقع أن يصل انتشار مستعملي الإنترنت إلى %17,5 فقط في أقل البلدان نمواً (LDC) في 2017.

الفجوة بين الجنسين

لا يزال عدد الرجال يفوق عدد النساء من حيث استخدام الإنترنت في العالم، وإن كان عدد النساء اللاتي يستعملن الإنترنت في الأمريكتين يفوق عدد الرجال الآن. ومع ذلك، تشير الدراسات الأخيرة إلى أن التفاوت بين الجنسين من حيث النفاذ يزداد اتساعاً في البلدان النامية وخاصةً في إفريقيا.

جودة التوصيل والناس الذين يعانون من "نقص الخدمة"

يعيش %76 من سكان العالم فقط في مناطق تتاح فيها إمكانية النفاذ إلى شبكات الجيل الثالث (3G) و%43 من الناس فقط في مناطق يتاح فيها التوصيل من الجيل الرابع (4G). وسيظل الناس غير موصولين ما لم تتح لهم الفرصة للانتقال من الجيل الثاني (2G) إلى الجيل الثالث (3G) على الأقل وإلى الجيل الرابع (4G) وما بعده.

القدرة على تحمل تكاليف النطاق العريض

أصبحت خدمات النطاق العريض الثابت والمتنقل متاحة بأسعار أكثر ميسورية تدريجياً في عدد كبير من البلدان. ومع ذلك، هناك العديد من التحديات أمام جعل النفاذ إلى الإنترنت ميسور التكلفة في البلدان النامية، ويُعزى ذلك في جزء منه إلى التكاليف المرتفعة للنفاذ الساتلي وكبلات الألياف البصرية. والمستهلكون في البلدان غير الساحلية هم الأكثر تأثراً بارتفاع أسعار النفاذ إلى الإنترنت.

الاستثمارات في مجال البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات

خلال السنة الماضية، كان هناك نمو مثير للإعجاب في عدد نقاط تبادل الإنترنت (IXP)، وهو أحد الأشكال المهمة للبنية التحتية الداعمة الذي يمكن أن يساعد في تقليل مدة التأخر وتخفيض تكاليف العبور. والنمو الذي شهدته نقاط تبادل الإنترنت في إفريقيا خلال السنة الماضية جدير بالملاحظة. وبادرت بنن وبوتسوانا وبوركينا فاصو وكوت ديفوار وجمهورية الكونغو ومدغشقر وملاوي وموزامبيق ورواندا والسودان وزيمبابوي إلى إنشاء نقاط تبادل الإنترنت على مدى الأشهر الاثني عشر الماضية حتى منتصف عام 2017.

تسخير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة

إن فوائد النطاق العريض فيما يتعلق بالأمن الغذائي والصحة والرفاهية والتعليم الشامل والبيئة حقيقة واقعة ومتزايدة. ويشير التقرير إلى أن تكنولوجيات النطاق العريض، إلى جانب مهارات المعرفة الرقمية اللازمة لاستخدامها، تمكّن الناس والجماعات والمجتمعات المحلية من استحداث الحلول المستدامة الخاصة بهم.

وعملت مبادرة الأمم المتحدة "UN Global Pulse" مع برنامج الأغذية العالمي (WFP) لتقييم إمكانية استخدام بيانات الهاتف المحمول من أجل تحديد مؤشرات الأمن الغذائي في الوقت الفعلي.

وتفيد منظمة الصحة العالمية بأن 73 من بين 116 (%63) دولة من دولها الأعضاء حددت استراتيجيات وطنية بشأن الصحة الرقمية والخطط المقابلة لتنفيذها، على الرغم من أن ما يقرب من %40 من البلدان، لم تضع بعد استراتيجية بشأن الصحة الرقمية.

ونظّمت اليونسكو مشاريع بنجاح في المكسيك ونيجيريا وباكستان والسنغال لتطوير وتوفير مهارات المدرسين من خلال الهواتف المحمولة.

ويجري اختبار تكنولوجيات التتبع المبتكرة بما في ذلك المركبات الجوية بدون طيار لمراقبة الحياة البرية في المناطق المحمية في إفريقيا الجنوبية بما فيها ملاوي وناميبيا وزيمبابوي.

نبذة عن لجنة الأمم المتحدة للنطاق العريض المعنية بالتنمية المستدامة:

تسعى لجنة النطاق العريض المعنية بالتنمية المستدامة منذ أن أنشأها الاتحاد واليونسكو في 2010، إلى تشجيع اعتماد سياسات وممارسات فعّالة وشاملة بشأن النطاق العريض في جميع بلدان العالم، وذلك بهدف تحقيق تنمية أكثر شمولاً واستدامةً بتمكين الأفراد والمجتمع من خلال فوائد النطاق العريض وعلى أساس احترام حقوق الإنسان. وتضم لجنة النطاق العريض أكثر من 50 رائداً من مجموعة من القطاعات الحكومية والصناعية يلتزمون بأن يساعدوا البلدان بفعالية، وخبراء من الأمم المتحدة وأفرقة تابعة للمنظمات غير الحكومية، من أجل الاستفادة على أكمل وجه من الإمكانات الهائلة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) ووضع استراتيجيات وطنية جديدة فيما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة في مجالات رئيسية كالتعليم والرعاية الصحية والإدارة البيئية. وتشمل نتائج اللجنة تقريراً سنوياً بشأن حالة النطاق العريض منذ 2010.

ويمكن الاطلاع على مزيد من المعلومات في العنوان التالي: http://www.broadbandcommission.org