التزام بتوصيل العالم

نشرة صحفية

لا يزال هناك 2,9 مليار نسمة غير موصولين بالإنترنت

بيانات جديدة من الاتحاد الدولي للاتصالات تشير إلى "طفرة في التوصيلية من جراء جائحة فيروس كورونا" ولكن لا تزال المناطق الأكثر فقراً في العالم بعيدة جداً عن اللحاق بالركب




جنيف, 30 نوفمبر 2021

​​يقدر أنه لا يزال هناك 37 في المائة من سكان العالم - أو 2,9 مليار نسمة - لم يستخدموا الإنترنت بالمرة.

وقد كشفت البيانات الجديدة الصادرة عن الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصالات (ICT)، أيضاً عن نمو عالمي قوي في استخدام الإنترنت، حيث ارتفع العدد المقدر للأشخاص الذين يستخدمون الإنترنت إلى 4,9 مليار نسمة في 2021، مقارنةً بما يُقدر بنحو 4,1 مليار نسمة في 2019.
ويعد هذا الأمر بمثابة أخبار جيدة للتنمية العالمية. ومع ذلك، تؤكد بيانات الاتحاد أن القدرة على التوصيل لا تزال غير متكافئة إلى حد بعيد.
ومن بين العدد البالغ 2,9 مليار نسمة الذين لا يزالون غير موصولين، يعيش ما يقدر بنحو 96 في المائة في البلدان النامية. وحتى من بين هؤلاء البالغ عددهم 4,9 مليار نسمة والمحسوبون على أنهم "يستخدمون الإنترنت"، فإن مئات الملايين قد لا يحصلون على فرصة للتوصيل بالإنترنت إلا بصورة متقطعة، عن طريق أجهزة مشتركة، أو باستخدام سرعات توصيلية تقوض بشكل ملحوظ من جدوى توصيلاتهم.
وقال السيد هولين جاو، أمين عام الاتحاد الدولي للاتصالات "في حين أن ما يقرب من ثلثي سكان العالم موصولون الآن بالإنترنت، فإن هناك الكثير مما يجب القيام به لتوصيل الجميع بالإنترنت". وأضاف "سيعمل الاتحاد مع جميع الأطراف للتأكد من أن اللبنات الأساسية في مكانها لتوصيل العدد المتبقي البالغ 2,9 مليار نسمة. ونحن مصممون على ضمان عدم تخلف أحد عن الركب".
ويشير الارتفاع الحاد غير المعتاد في عدد الأشخاص الموصولين بالإنترنت إلى أن التدابير المتخذة أثناء الجائحة - مثل الإغلاق الواسع النطاق وإغلاق المدارس، جنباً إلى جنب مع حاجة الناس للنفاذ إلى الأخبار والخدمات الحكومية وآخر المستجدات الصحية والتجارة الإلكترونية والخدمات المصرفية عبر الإنترنت - ساهمت في حدوث "طفرة في التوصيلية من جراء جائحة فيروس كورونا" أدت إلى توصيل ما يقدر بنحو 782 مليون نسمة إضافيين بالإنترنت مقارنةً بعام 2019، بزيادة قدرها 17 في المائة.
ما الذي يعنيه ذلك للتنمية المستدامة
تشير طبعة 2021 من تقرير حقائق وأرقام، وهو يمثل نظرة عامة سنوية للاتحاد عن حالة التوصيلية الرقمية في جميع أنحاء العالم، إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت ينمو على مستوى العالم بأكثر من 10 في المائة في السنة الأولى للجائحة - وهي أكبر زيادة سنوية حتى الآن خلال عقد من الزمن.
وقد كان النمو القوي منذ عام 2019 مدفوعاً إلى حد كبير بالزيادات في البلدان النامية، حيث ارتفع انتشار الإنترنت بأكثر من 13 في المائة. ففي البلدان الـبالغ عددها 46 بلداً التي حددتها الأمم المتحدة على أنها أقل البلدان نمواً، تجاوز متوسط الزيادة 20 في المائة.
وقالت السيدة دورين بوغدان-مارتن، مديرة مكتب تنمية الاتصالات بالاتحاد الذي يشرف على البيانات والأعمال التحليلية بالاتحاد "تُظهر هذه الإحصائيات تقدماً كبيراً في الوفاء برسالة الاتحاد المتمثلة في توصيل العالم". وأردفت "بيد أنه لا تزال هناك "فجوة توصيلية" واسعة في أقل البلدان نمواً، حيث لم يتصل ثلاثة أرباع السكان بشبكة الإنترنت بالمرة. وتتعرض النساء، بشكل خاص، في أقل البلدان نمواً للتهميش، حيث لا تزال هناك أربع من كل خمس نساء بدون توصيل بالإنترنت".
ويواجه الكثير من هؤلاء "المستبعدين رقمياً" تحديات هائلة بما في ذلك الفقر والأمية ومحدودية الوصول إلى الكهرباء ونقص المهارات الرقمية والوعي.
وأضافت السيدة بوغدان-مارتن "ستكون هناك حاجة إلى حلول رقمية لإعادة تنشيط التنمية المستدامة والمساعدة في إعادة البلدان إلى المسار الصحيح لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (SDG) لعام 2030".
"ولسوء الحظ، فإن المجتمعات التي تم تحديدها في خطة عام 2030 على أنها الأكثر عرضة لخطر التخلف عن الركب هي المجتمعات نفسها المتخلفة الآن رقمياً عن الركب".
نتائج التقرير الرئيسية
الفجوة الرقمية بين الجنسين تتقلص عالمياً، لكن لا تزال هناك فجوات واسعة في البلدان الأكثر فقراً.
 - على الصعيد العالمي، يستخدم 62 في المائة من الرجال الإنترنت في المتوسط مقابل 57 في المائة من النساء.
 - على الرغم من أن الفجوة الرقمية بين الجنسين تضيق في جميع مناطق العالم وتم القضاء عليها تقريباً في العالم المتقدم (89 في المائة من الرجال و88 في المائة من النساء موصولين بالإنترنت)، لا تزال هناك فجوات واسعة في أقل البلدان نمواً (31 في المائة من الرجال مقارنةً بـنسبة 19 في المائة فقط من النساء) وفي البلدان النامية غير الساحلية (38 في المائة من الرجال مقابل 27 في المائة من النساء).
 - لا تزال الفجوة بين الجنسين واضحة بشكل خاص في إفريقيا (35 في المائة من الرجال مقابل 24 في المائة من النساء) والدول العربية (68 في المائة من الرجال مقابل 56 في المائة من النساء).

لا تزال الفجوة بين المناطق الحضرية والريفية، على الرغم من أنها أقل حدة في البلدان المتقدمة، تمثل تحدياً كبيراً للتوصيلية الرقمية في بقية العالم.
 - على الصعيد العالمي، يقترب عدد مستخدمي الإنترنت في المناطق الحضرية من ضعف عدد مستخدميها في المناطق الريفية (76 في المائة في المناطق الحضرية مقابل 39 في المائة في المناطق الريفية).
 - في الاقتصادات المتقدمة، تبدو الفجوة بين المناطق الحضرية والريفية ضئيلة من حيث استخدام الإنترنت (حيث استخدم 89 في المائة من السكان في المناطق الحضرية الإنترنت في الأشهر الثلاثة الماضية، مقابل 85 في المائة في المناطق الريفية)، بينما في البلدان النامية، يقترب عدد مستخدمي الإنترنت في المناطق الحضرية من ضعف عدد مستخدميها في المناطق الريفية (72 في المائة في المناطق الحضرية مقابل 34 في المائة في المناطق الريفية).
 - في أقل البلدان نمواً، يقترب عدد مستخدمي الإنترنت من سكان المناطق الحضرية من أربعة أضعاف عدد مستخدميها الذين يعيشون في المناطق الريفية (47 في المائة في المناطق الحضرية مقابل 13 في المائة في المناطق الريفية).

الفجوة بين الأجيال واضحة في جميع مناطق العالم.
 - في المتوسط، يستخدم 71 في المائة من سكان العالم الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً الإنترنت، مقارنةً بـنسبة 57 في المائة من جميع الفئات العمرية الأخرى.
 - تبرز هذه الفجوة بين الأجيال في جميع المناطق. وتظهر بشكل أوضح في أقل البلدان نمواً، حيث تبلغ نسبة الموصولين من الشباب 34 في المائة، مقارنةً بـنسبة 22 في المائة فقط من بقية السكان.
 - إن زيادة استيعاب الشباب يبشر بالخير بالنسبة إلى التوصيلية والتنمية. ففي أقل البلدان نمواً، على سبيل المثال، تقل أعمار نصف السكان عن 20 عاماً، مما يشير إلى أن أسواق العمل المحلية ستصبح تدريجياً أكثر توصيلاً وذكاءً من حيث التكنولوجيا مع انضمام جيل الشباب إلى القوى العاملة.

يواصل الاتحاد الدولي للاتصالات مراقبة الفجوة الرقمية المتطورة في العالم.
 - تشير أرقام الاتحاد أيضاً إلى وجود فجوة صارخة بين تيسر الشبكة الرقمية مقابل التوصيل الفعلي. ففي حين أن 95 في المائة من سكان العالم يمكنهم نظرياً النفاذ إلى شبكة النطاق العريض المتنقل من الجيلين الثالث أو الرابع، فإن المليارات منهم لا يقومون بالتوصيل.
 - لا تزال ميسورية تكلفة الأجهزة والخدمات تشكل عائقاً رئيسياً. والهدف المقبول على نطاق واسع لتوصيلية النطاق العريض الميسورة التكلفة في البلدان النامية يحدد تكلفة حزمة النطاق العريض المتنقل الابتدائية بنسبة 2 في المائة من الدخل القومي الإجمالي (GNI) للفرد. ومع ذلك، في بعض دول العالم الأكثر فقراً، يمكن أن يكلف التوصيل بالإنترنت نسبة مذهلة تبلغ 20 في المائة أو أكثر من الدخل القومي الإجمالي للفرد.
 - يُعد الافتقار إلى المهارات الرقمية وتثمين فوائد التوصيل بالإنترنت من المعوقات الأخرى، التي تتفاقم بسبب نقص المحتوى باللغات المحلية، فضلاً عن الواجهات التي تتطلب مهارات القراءة والكتابة والحساب التي لا يمتلكها كثير من السكان.

لوسائل الإعلام:
 - Facts and Figures موقع
 -  تنزيل التقرير
 - موارد


ملاحظة: تغطي مشاركة الاتحاد وتحليلاته العالم من خلال ست مناطق: إفريقيا، والأمريكتان، والدول العربية، وآسيا والمحيط الهادئ، وكومنولث الدول المستقلة، وأوروبا. ولا تتطابق هذه المناطق تماماً مع التسميات الإقليمية المشتركة للأمم المتحدة أو غيرها من التسميات الإقليمية. ففي تصنيف الاتحاد، على وجه الخصوص، تُصنف الدول العربية الإفريقية ضمن منطقة الدول العربية بدلاً من إفريقيا.

***
نبذة عن الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)
الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) هو وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في مسائل تكنولوجيات المعلومات والاتصالات (ICT)، التي تقود عجلة الابتكار في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصالات جنباً إلى جنب مع 193 دولة عضواً وعضوية تضم ما يزيد على 900 كيان من الشركات والجامعات والمنظمات الدولية والإقليمية. والاتحاد الذي أُنشئ منذ أكثر من 150 عاماً هو الهيئة الحكومية الدولية المسؤولة عن تنسيق الاستعمال العالمي المشترك لطيف الترددات الراديوية وتعزيز التعاون الدولي في تخصيص المدارات الساتلية وتحسين البنية التحتية للاتصالات في العالم النامي ووضع معايير عالمية لكفالة التوصيل البيني السلس لمجموعة واسعة من أنظمة الاتصالات. ويلتزم الاتحاد بتوصيل العالم: من الشبكات عريضة النطاق إلى أحدث التكنولوجيات اللاسلكية، ومن ملاحة الطيران والملاحة البحرية إلى علم الفلك الراديوي ورصد الأرض من خلال السواتل والرادارات الأوقيانوغرافية فضلاً عن التقارب في خدمات الهاتف الثابت والمتنقل، وتكنولوجيات الإنترنت والإذاعة. ولمزيد من المعلومات، زوروا www.itu.int.