م يسبق قطّ لشبكات الاتصالات أن اكتست أهمية حيوية لصحتنا وسلامتنا واستمرار فعالية اقتصادنا ومجتمعنا بقدر ما اكتستها خلال أزمة COVID-19 التي نعيشها حالياً. ونتيجةً لذلك، كلفت فريقي بالإسراع إلى تسخير منصة الاتحاد القائمة للمنظمين وواضعي السياسات لمساعدة البلدان والصناعات على التعامل مع الضغط المتزايد على الشبكات العالمية.
إن ما يوضع على المحك حالياً هو قدرتنا، كأسرة بشرية واحدة، على تزويد العاملين في مجال الصحة في كل مكان بالأدوات التي يحتاجونها لأداء مهامهم، والسماح لجميع من يمكنهم العمل من منازلهم والقيام بمعاملات تجارية عبر الإنترنت وضمان مواظبة مئات الملايين من الأطفال والشباب على دراستهم والتواصل مع الأحباء حيثما كانوا بأن يفعلوا ذلك.
وتهدف المنصة التي يطلقها الاتحاد اليوم إلى مساعدة واضعي السياسات والمنظمين وأصحاب المصلحة من الصناعة على الصعيد الوطني على ضمان استمرار قدرة الشبكات على الصمود وإتاحة خدمات الاتصالات للجميع إلى أقصى حد ممكن عن طريق تقاسم أفضل الممارسات والمبادرات المتخذة خلال أزمة COVID-19. وستجمع المنصة المعلومات والخبرات ذات الصلة والموثوقة بشأن التدابير التي يمكن لواضعي السياسات والمنظمين وغيرهم من المجتمع التنظيمي استخدامها لضمان أن تلبي شبكات وخدمات الاتصالات احتياجات بلدهم.
وتتاح المنصة العالمية الجديدة بشأن قدرة الشبكات على الصمود (#REG4COVID) في:
https://www.itu.int/en/ITU-D/Regulatory-Market/Pages/REG4COVID.aspx
وستزود هذه المنصة الجديدة للاتحاد البلدان التي تواجه صعوبات في إيجاد حلول مناسبة تضمن قدرة شبكاتها على الصمود بمعلومات وخبرات موثوقة بشأن كيفية التعامل مع الضغوط التي تواجهها بنيتها التحتية. وبما أن الوقت يكتسي أهمية جوهرية، فإن المنصة ستمنح البلدان التي لا يزال لديها الوقت للاستعداد فرصة التعلم من التدابير التي يجري تنفيذها في بلدان أخرى – من إعادة تخصيص الطيف في حالات الطوارئ إلى وضع مبادئ توجيهية للمستهلكين بشأن الاستعمال المسؤول. وبالعمل مبدئياً كأداة إعلامية، سرعان ما سيتم توسيع المنصة العالمية بشأن قدرة الشبكات على الصمود لتصبح منصة تفاعلية وتشاركية من أجل التبادل المتواصل خلال هذه الأزمة وفيما بعدها.
إن الأزمة التي نواجهها اليوم تدعو إلى التضامن.
وفي أوقات عدم اليقين هذه، ينبغي ألا ننسى كل أولئك الذين لا يزالون محرومين من النفاذ إلى الإنترنت في جميع أنحاء العالم. ولطالما دعا الاتحاد الدولي للاتصالات، بصفته وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إلى توفير توصيلية عالمية موثوقة وميسورة التكلفة، وسنواصل الضغط على جميع الجبهات إلى أن يصبح كل شخص موصولاً.
وأدعو أعضاء الاتحاد كافةً، من القطاعين العام والخاص على السواء، إلى التعاون من أجل إنشاء أفضل منصة يمكننا توفيرها لتمكين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من مساعدتنا على التغلب على أزمة COVID-19 وتعزيز سلامتنا وقوتنا وتوصيليتنا.
