هل لك أن تتصور (تتصوري) نفسك بلا هاتف، بلا مذياع، بلا تلفزيون، بلا نفاذ إلى شبكة الإنترنت؟ هل تعلم (تلمين) أن ساعتك تخبرك بالوقت الصحيح؟ إن الاتحاد الدولي للاتصالات من وراء تمتعك بكل هذه الوسائل.

فعمل الاتحاد يؤثر في حياة كل إنسان على وجه المعمورة تقريباً. والاتحاد، بصفته وكالة الأمم المتحدة المتخصِّصة المعنية بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT)، يضطلع بعمل يقوم عليه كثير من الأنظمة والتكنولوجيات المعقدة التي تقوم عليها الحياة المعاصرة.


تعزيز تكنولوجيات اليوم

تعمل الدول الأعضاء في الاتحاد البالغ عددها 193 بتعاون وثيق مع أكثر من 760 من شركات التكنولوجيا وهيئات الصناعة والمؤسسات الأكاديمية لوضع المعايير الدولية والتوصيات اللازمة للتكفل بسلامة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وسهولة استعمالها. وتجتمع الشركات المتنافسة معاً تحت رعاية لجان الدراسات التقنية في الاتحاد لكي تتعاون وتتفق بشأن نهج عالمية فيما يتعلق بالتوصيل بين الشبكات والتطورات المقبلة.


بودك إجراء مكالمات دولية؟

إن الاتحاد هو الجهة التي تضع المعايير التقنية ورموز البلدان التي تجعل من الممكن إجراء مكالمات هاتفية دولية - فأنت عندما ترقم (ترقمين) +1 فيما يخص أمريكا الشمالية، أو +33 فيما يخص فرنسا، أو +86 فيما يخص الصين، تَبْلُغ (تبلُغين) الشخص الذي تريد (تريدين) مكالمته بصرف النظر عن مكان وجودك في العالم.

بودك السفر إلى البلدان الأخرى مع هاتفك المحمول؟

إن عمليات توزيع الترددات التي يجريها الاتحاد والمعايير المنسَّقة عالمياً التي يضعها تمكن من التجوال الدولي - ما يعني أن بإمكانك الاستمرار على استعمال هاتفك المحمول عند سفرك من بلد إلى آخر. كما أنها تساعد على جعل المطاريف ميسورة التكاليف من خلال إتاحة ما تهيئه السوق العالمية من وفورات متأتية عن اتساع نطاق الأعمال.

بودك الاستماع إلى الراديو أو مشاهدة التلفزيون في سيارتك؟

يضمن تخطيط الاتحاد للترددات والمعايير التي يضعها استقبال البرامج التلفزيونية والإذاعية المبثوثة مجاناً أو المذاعة ساتلياً استقبالاً عالي الجودة.

بودك مشاهدة فيلم فيديو على هاتفك الذكي؟

تحدّد معايير تعدد الوسائط التي يضعها الاتحاد قدرة معظم الأجهزة الحديثة على البث الفيديوي الحي المتواصل إذ تهيئ معايير الشبكات النقل بالنطاق العريض اللازم للنهوض بأود بث البيانات بسرعة عالية، وتضمن إدارة الاتحاد للترددات الراديوية عرض نطاق كافياً دون التسبب في تداخل في سائر الخدمات اللاسلكية.

بودك تغيير عقودك والإبقاء على رقمك؟

إن عمل الاتحاد المتعلق بإمكانية نقل أرقام الهواتف المحمولة يساعد هيئات التشغيل وهيئات التنظيم في جميع أنحاء العالم على التكفل ببقاء رقمك دون تغيير. 


والاتحاد مسؤول أيضاً عن إدارة الطيف الراديوي. وبدون إدارة حريصة لهذا النظام، سيخضع العديد من أشكال الاتصالات التي نعتمد عليها يومياً كالتكنولوجيا الخلوية وشبكة Wi-Fi والخدمات الراديوية في حالات الطوارئ، لتداخل مستمر. وعلاوة على ذلك، يقوم الاتحاد بتنسيق النظام الساتلي العالمي مما يتيح خدمات اتصالات دولية موثوقة وخدمات تحديد الموقع بواسطة النظام العالمي لتحديد الموقع (GPS) التي تُستخدم في العديد من الأجهزة المتاحة اليوم.


وضع المعايير لشبكات الغد

الاتحاد هو أبرز الهيئات المعنية بوضع المعايير الدولية لأنظمة الاتصالات الراديوية، والتوصيل بين الشبكات، ونقل البيانات، والأمن على الخط، وأنظمة البث الإذاعي، وأنظمة تعدد الوسائط، مثل البث الحي المتواصل السمعي والبصري.

وتستند الأنظمة المتنقلة الحديثة عريضة النطاق إلى معايير الاتصالات المتنقلة الدولية (IMT) التي وضعها الاتحاد، بتعاون وثيق مع دوله الأعضاء، وهيئات التقييس الوطنية والإقليمية، وجهات تشغيل الشبكات، والشركات التي تصنع المعدات، والهيئات الأكاديمية، ومحافل الصناعة. ويعمل الاتحاد الآن مع هؤلاء الشركاء في ذات العملية المفتوحة لإقامة شبكة عامة لاتصالات الجيل الخامس لتلبية احتياجات الاقتصاد الرقمي في عام 2020 وما بعده.

وسيساعد هذا الجيل التالي من الاتصالات المتنقلة الدولية في تمكين إقامة اتصالات سريعة موثوقة لدعم جميع أنواع التكنولوجيات الناشئة كالنقل الذكي، والأجهزة التي يمكن ارتداؤها، والواقع المعزز، والبنية التحتية لإنترنت الأشياء (IoT).


النهوض بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل غد أفضل

مع أوجه التقدم الحديثة التي تشهدها تكنولوجيا التعلم الآلي، أعرب قادة القطاعين العام والخاص على السواء عن اهتمامهم بإمكانات الذكاء الاصطناعي (AI) وشواغلهم بشأن سوء استعمالها. والاتحاد، بصفته منظمة تلتزم بضمان مستقبل مستدام من خلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أطلق في 2017 قمته العالمية الأولى بشأن الذكاء الاصطناعي لتحقيق الصالح العام. وأتاح هذا الاجتماع الجمع بين قادة العالم من الدول الأعضاء والشركات الخاصة لدفع عجلة المحادثات حول السياسات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والطريقة التي يمكن بها استخدام الذكاء الاصطناعي لدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة بحيث تصبح حياة الجميع أفضل.

وعلى نحو مماثل، ركزت العديد من المحادثات التي دارت في تليكوم العالمي للاتحاد لعام 2017 (مؤتمر سنوي يستضيفه الاتحاد) على التنسيق العالمي للتكنولوجيات الناشئة كالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والخدمات المالية الرقمية. ومن خلال أحداث كهذه، يساعد الاتحاد في ضمان أن تؤدي هذه التكنولوجيات إلى تحقيق فوائد اجتماعية وتحسين نوعية الحياة.


توفير المعلومات القيِّمة بشأن الاتجاهات الرئيسية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات 

يقوم الاتحاد بإعداد وجمع وتنظيم ونشر المعلومات المفيدة المتصلة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وتشمل هذه المنشورات مختلف جوانب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مثل كتيِّب الاتحاد الأكثر رواجاً، "الدليل البحري" بشأن التكنولوجيات الناشئة وتقنيات إدارة الطيف أو المنشور الرئيسي السنوي للاتحاد "قياس مجتمع المعلومات" الذي يشتمل على مؤشر تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (IDI) الذي يصنف 157 بلداً بحسب مستوى النفاذ فيها إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستعمالها، والمهارات في مجالها.

وفي 2017، أصدر الاتحاد تحديثاً مهماً لمنصة الأخبار لديه ألا وهي مجلة أخبار الاتحاد. وفي هذه المجلة، يعرض الاتحاد آراء قادة الفكر على الصعيد العالمي بشأن الاتجاهات الناشئة ويقدم معلومات حول اللوائح الدولية والقرارات المتعلقة بالسياسة العامة. واكب المستجدات بالاشتراك هنا.


تناول قضايا البيئة والتكنولوجيا العالمية النطاق

يلتزم الاتحاد باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتناول قضايا عالمية النطاق من قبيل تغير المناخ ونشر معدات الطوارئ والخبرات ذات الصلة للمساعدة في الاستجابة الإنسانية حيال الكوارث والنكبات الطبيعية واستعادة روابط الاتصالات ذات الأهمية الحيوية غداتها.

وإذ تغدو آثار تغير المناخ واضحةً على نحو متزايد في جميع أنحاء المعمورة فإن البلدان تواجه تحدياً مزدوجاً هائلاً يتمثل في تخفيف مسبِّبات تغير المناخ وفي التكيف مع آثاره. وبالنظر إلى هذه الشواغل الملحة فإن الاتحاد عكف على تدارس بصمة الكربون لهذه الصناعة العالية معدَّل النمو، عاملاً بجد لجعل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أنجع من حيث استخدام الطاقة. كما أن الاتحاد يدعم الانتقال على طريق ’الاقتصاد الأخضر‘ من خلال عمله فيما يتعلق بالمدن الذكية المستدامة.

ويمكن لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أيضاً أن تساعد على تخفيف آثار الكوارث والنكبات البيئية، وتمكين العاملين في مجال المساعدة من النفاذ إلى الاتصالات في حالات الطوارئ في أعقاب الكوارث مباشرةً، والمساعدة في إيصال العون الطب‍ي والغوث إلى حيث تشتد الحاجة إليهما.

نعتقد أن من بين أنشطتنا ما هو جدير بأن يحظى باهتمامكم. فعلى مدى 150 عاماً عكف الاتحاد في عمله على التطوير لتيسير توفر شبكات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وخدماتها على الصعيد الدولي في عالم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات السريع التغير، متوخياً بذلك تحقيق غاية واحدة: توصيل العالم بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي من شأنه تحسين الحياة على نطاق واسع.