شكراً السيد الرئيس
أصحاب المعالي والسعادة
الضيوف الأكارم
يسعدني ويشرفني أن أقف أمامكم اليوم ممثلاً لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، في مؤتمر المندوبين المفوضين لعام 2018، هذا المؤتمر الذي يستمد أهميته من الدور الاستراتيجي الذي يضطلع به ضمن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في العالم.
بداية، أهنئ أخي وزميلي سعادة المهندس ماجد المسمار بترأسه لهذا المؤتمر. لقد عرفته رجل المهمات الصعبة، وأنا على ثقة من أنه سيقود دفة المؤتمر لبر الأمان وأتمنى له كل التوفيق والنجاح في رئاسته لأعمال المؤتمر.
عندما انضمت، دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى الاتحاد الدولي للاتصالات في العام 1972 لم يكن قد مرّ على تأسيسها سوى أشهر قليلة.
ونحن اليوم، بعد ستة وأربعين عاماً من ذلك التاريخ، وبينما نحتفي بعام زايد، باني نهضتنا ومؤسس اتحادنا، فإننا ندرك أكثر من أي وقت مضى، الرؤية الحكيمة والمتبصرة التي كانت وراء ذلك القرار، وما تلاه من مشاركة نشطة وفاعلة في فعاليات الاتحاد على امتداد مسيرته، ونحن اليوم أكثر إصراراً على الاستمرار في هذه المسيرة، مستمدين عزمنا من توجيهات قيادتنا الرشيدة التي استشعرت مبكراً أهمية قطاع الاتصالات والمعلومات باعتباره عصب التنمية والتطور في عالم اليوم.
السيدات والسادة،
إن العالم يتطور بسرعة مذهلة جدا، ولب هذا التطور يكمن في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الأمر الذي يجعلنا أكثر أملاً بأن مؤتمر المندوبين المفوضين 2018 لن يكون محطة عادية، وإنما علامة فارقة في مسيرة الاتحاد وقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في العالم.
ولقد حملت التطورات المستجدة كالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والبيانات الضخمة والمدن الذكية بذور أمل جديدة، ونثرتها على بقاع الأرض، رافعة سقف طموحات الإنسان في الحياة الرغيدة. وتجسد ذلك في التوافق الأممي على اعتماد الأهداف الإنمائية 2030، والتي ما لبثت أن صارت التزامات وطنية وإنسانية على الدول كافة.
لكن هذه الآفاق الإيجابية الرحبة، يقابلها تحديات كبرى في مجالات كالأمن السيبراني وخصوصية البيانات وسد الفجوة الرقمية وغيرها.
السادة الكرام،
لأن استشراف المستقبل كان على الدوام جزءاً لا يتجزأ من مسيرتنا الإماراتية، فقد أصبح لدينا اليوم وزير دولة للذكاء الاصطناعي، وهو وزير شاب يرأس مجلساً وطنياً للذكاء الاصطناعي يضم في عضويته كبار المسؤولين في الحكومات الرقمية لإمارات الدولة السبع.
ولدينا اليوم استراتيجية وطنية للثورة الصناعية الرابعة، ولدينا أيضاً استراتيجية للذكاء الاصطناعي تمثل حجر الزاوية في خطة مئوية الإمارات 2071، وتهدف، من بين أمور عديدة، إلى اعتماد الذكاء الاصطناعي في الخدمات وتحليل البيانات بمعدل 100% بحلول عام 2031.
كما اعتمدت حكومة دولة الإمارات استراتيجية للتعاملات الرقمية (بلوك تشين) تقضي بتحويل 50% من التعاملات الحكومية إلى منصّة بلوك تشين بحلول عام 2021، بما يوفر على خزينة الدولة نحو 11 مليار درهم سنوياً.
أما عن البنية التحتية للاتصالات، فقد أطلقت الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات خطة مشتركة مع القطاع الخاص لتطوير شبكة الاتصالات لتتواكب مع تكنولوجيات الجديدة وخدمات النطاق العريض، وذلك تأسيساً لعصر الذكاء الاصطناعي، والمدن الذكية، والانتقال الكثيف للبيانات.
وفي هذا الصدد حققت دولة الإمارات العربية المتحدة المركز الأول في مؤشر تغطية شبكة الالياف الضوئية (FTTH) وكذلك حققت المراكز الأولى في تغطية شبكة الهاتف المتحرك وإنترنت النطاق العريض المتنقل. كما حققت دولة الإمارات المركز الأول في مؤشر استخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وكفاءة الحكومة في التقرير الذي يصدره المنتدى الاقتصادي العالمي.
وتعد دولة الامارات من أوائل دول المنطقة في إطلاق خدمات الجيل الخامس بشكل تجاري، والتي تهدف من خلاله إلى تلبية متطلبات الخدمات والتقنيات الجديدة الناشئة مثل إنترنت الأشياء والطائرات بدون طيار وأنظمة النقل الذكية وغيرها من الخدمات الذكية.
السيدات والسادة، لأن طموحاتنا لا سقف لها، فقد أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة البرنامج الوطني للفضاء، الذي يتضمن إعداد رواد فضاء إماراتيين، وخطة لمئة عام تهدف إلى بناء أول مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر بحلول 2117، والوصول بمسبار الأمل الإماراتي إلى كوكب المريخ في عام 2021 تزامناً مع الذكرى الخمسين لقيام دولة الإمارات.
وقد احتفلنا قبل أسابيع قليلة باختيار أول رائدي فضاء إماراتيين للانطلاق إلى الفضاء الخارجي في إبريل المقبل لتنفيذ مهمات علمية تسهم في خدمة الإنسانية جمعاء. كما احتفلنا جميعا اليوم بإطلاق القمر الصناعي "خليفة سات" ليعانق الفضاء.
إننا اليوم، إذ نسابق الزمن لحجز مكان لنا في مسيرة صنع المستقبل، نشعر أكثر من أي وقت مضى بأهمية التعاون الدولي عموماً، وبالقيمة الاستثنائية لمؤتمركم الكريم هذا، لكي يحدد معالم الطريق لمستقبل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمته وبركاته