​اليوم، ونحن نحتفل باليوم الدولي للفتيات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، نقف على مفترق طرق حقبة محورية. وتشكل النساء أقل من ربع جميع وزراء تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT). ومن أصل 165 هيئة تنظيمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لا ترأس المرأة سوى 32 هيئة منها. وفي القطاع الخاص، تشغل النساء العاملات في مجال التكنولوجيا أقل من ثلث المناصب، حيث يواجهن فجوة في الأجور تبلغ 21 في المائة. وهذه ليست مجرد إحصاءات، بل إنها دعوة للعمل. يجب أن نعد الشابات والفتيات ليصبحن قائدات الغد صاحبات الرؤى.

لذلك فإن موضوع هذا العام هو "القيادة". منذ أكثر من عقد من الزمان، أطلق الاتحاد مبادرة الفتيات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لإلهام الشابات لاستكشاف وظائف في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM). إنها الآن حركة عالمية ومنصة حيوية لتخطي الحواجز التي لا تزال تعترض سبيل المرأة في عالم التكنولوجيا، خاصة في المجالات الناشئة التي تتراوح بين الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية.

والتفاوتات تؤثر على كل شيء. إذ يمكن أن يؤدي عدم تساوي التمثيل إلى خلل في تصميم المنتجات والخدمات، والتحيز في تعلم الآلة، والسياسات والقرارات الإقصائية. وبصفتي أول امرأة تشغل منصب الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات في تاريخه الممتد على مدى 160 عاماَ، فإنني أعرف مدى صعوبة كسر السقف الزجاجي. وبالنسبة لي، القيادة هي أكثر من مجرد الحصول على لقب وظيفي أو تقلد منصب ذي سلطة. إذ يتعلق الأمر بتسخير قوة الأفكار والابتكار لإحداث تغيير تحويلي.

وفي عالم لا تزال فيه النساء يمثلن نسبة غير متناسبة ومتزايدة من سكان العالم غير الموصولين بالإنترنت تعد المساواة بين الجنسين ضرورة ملحة. ولا يمكننا بناء المستقبل الرقمي المبتكر والآمن والمستدام الذي نحتاجه بدون نصف البشرية.

أدعو المجتمع الدولي إلى تشجيع المزيد من الشابات على تولي وظائف في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وسد الفجوة الرقمية مرة واحدة وإلى الأبد. ودعونا نحتفل بفتياتنا في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وندعمهن ونلهمهن اليوم - وكل يوم. وأقول لجميع الشابات والفتيات: لا حدود لما تستطعن القيام به، وأفكاركن قوية، وعالم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في انتظاركن.