لقد تشرفنا اليوم باستضافة الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش، في مجلس الاتحاد. وإن رسالة الأمين العام بشأن الحاجة الملحة لتوصيل الجميع بالإنترنت وضرورة استخدام التكنولوجيا لتحقيق الصالح العام تأتي في وقت حرج في سباقنا لاغتنام الفرص التي تُتيحها اللحظة الرقمية.
ولا يزال ثلث سكان العالم - أي 2,6 مليار شخص - غير متصلين بالإنترنت. وبينما تعمل التكنولوجيات الناشئة من قبيل الذكاء الاصطناعي على إعادة تشكيل العالم، فإن الوعد الرقمي يظل بعيد المنال بالنسبة للكثير من الأفراد. وإنني أكرّر دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لنا جميعاً إلى العمل معاً لضمان ألا يؤدي التقدم التكنولوجي إلى تفاقم عدم المساواة.
وتعدّ الموازنة بين التحديات والفرص التي توفرها التكنولوجيات الرقمية إذ تتقدم بسرعة فائقة، الاختبار الماثل أمامنا. وإنني أشاطر الأمين العام للأمم المتحدة اعتقاده بأنه يمكننا الاعتماد على خبرة الاتحاد في مجال معايير التكنولوجيا والتنمية الرقمية وجمع جميع أصحاب المصلحة سوياً للمساعدة في تسخير قوة التكنولوجيا الرقمية لفائدة الجميع، مع التخفيف من المخاطر.
لقد رحبنا، أنا وأعضاء مجلسنا، بالفرصة التي أُتيحت لنا لتبادل وجهات النظر حول حالة عالمنا الرقمي وتبادل معلومات محدّثة بشأن عمل الاتحاد لتوفير التوصيلية الرقمية للجميع، وتعزيز الاستخدام الآمن والشامل للذكاء الاصطناعي، وتعزيز اقتصاد الفضاء المستدام، وتوسيع الفرص الرقمية المتاحة أمام النساء والفتيات، وعلى نطاق واسع، تحقيق مستقبل رقمي شامل ومفتوح ومستدام وآمن للجميع.
وإننا نسابق الزمن لضمان تطوير الذكاء الاصطناعي المسؤول وغيره من التكنولوجيات الناشئة، وإنقاذ أهداف التنمية المستدامة، وسد الفجوات الرقمية المستمرة في العالم. وإن قمة المستقبل التي يفصلنا عنها ما يزيد قليلاً عن 100 يوم، واستعراض نتائج القمة العالمية لمجتمع المعلومات (WSIS) بعد مضي عشرين عاماً، الذي يجري بالفعل حالياً ومن المقرر أن يختتم في العام المقبل، يمثلان فرصاً تُتاح أمامنا للالتزام بتلك الأولويات. والاتحاد على استعداد لأداء دور رائد في تنفيذ الاتفاق الرقمي العالمي بمجرد الموافقة عليه خلال قمة المستقبل.
وبينما نسعى جاهدين لإيجاد رؤية مشتركة للمستقبل، فإن نجاح الحدث رفيع المستوى لمنتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات بعد مضي 20 عاماً (WSIS+20) على انعقادها لعام 2024 والذي اختُتم مؤخراً، والقمة العالمية للذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام، يمثلان شهادة على قدرة الاتحاد على الجمع بين مجتمعي الذكاء الاصطناعي والتنمية الرقمية - فضلاً عن التزامه الراسخ بإعطاء البلدان النامية مقعداً متساوياً على طاولة المفاوضات.
وكما قال الأمين العام للأمم المتحدة، نحن بحاجة إلى بناء الجسور لخلق مستقبل رقمي يمنح للجميع، في كل مكان، فرصاً متساوية. وإن ذلك المستقبل الرقمي هو الآن، في هذه اللحظة. فدعونا نمضي قدماً معاً لنجعله مستقبلًا يناسبنا جميعاً.
###
يمكنكم الاطلاع على الخطاب الكامل الذي ألقاه الأمين العام للأمم المتحدة أمام مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات هنا.
ملاحظات المحرر:
يعمل مجلس الاتحاد بصفته الهيئة الحاكمة للاتحاد في الفترة الفاصلة بين مؤتمرات المندوبين المفوضين التي تعقد كل أربع سنوات. ويتمثل دور المجلس في النظر في القضايا العامة المتعلقة بسياسات الاتصالات لضمان استجابة أنشطة الاتحاد وسياساته واستراتيجياته تماماً لبيئة الاتصالات الحالية الدينامية وسريعة التغيّر. ويتاح مزيد من المعلومات هنا.
موارد إضافية:
