يخلص موجز سياسات جديد صادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات والتحالف من أجل إنترنت ميسورة التكلفة (A4AI) إلى أن ارتفاع تكاليف النفاذ إلى الإنترنت مقارنةً بالدخل لا يزال أحد الحواجز الرئيسية أمام استعمال خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جميع أنحاء العالم. ومع أخذ الفروق في الدخل في الاعتبار، فإن الاشتراك في النطاق العريض المتنقل الذي يشمل 1,5 غيغابايت (GB) من البيانات على الأقل في البلدان النامية يكلف حوالي أربعة أضعاف نفس الاشتراك في البلدان المتقدمة.

ويتناول تحليل "ميسورية تكلفة خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات 2020" خمس فئات، وهي النطاق العريض المتنقل، والنطاق العريض الثابت، والبيانات المتنقلة والصوت المتنقل منخفضا الاستعمال، والبيانات المتنقلة والصوت المتنقل مرتفعا الاستعمال، والخدمات الخلوية المتنقلة منخفضة الاستعمال. وواصلت أسعار الخدمات في جميع الفئات الخمس انخفاضاً بطيئاً ولكنه مطرد خلال العام الماضي.

وكانت البلدان النامية هي المحرك الرئيسي لهذا الانخفاض في الأسعار العالمية. ومع ذلك، لا تزال هناك فجوة واضحة في ميسورية التكلفة بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية. وبينما تغطي شبكات الجيل الرابع مناطق بها حوالي 85 في المائة من سكان العالم، كان ما يقرب من نصف هؤلاء الأشخاص لا يزالون غير موصولين بالإنترنت في عام 2020.

ويقول هولين جاو، الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات: "إن اتجاه تراجع أسعار النطاق العريض المتنقل والثابت مشجع، ولكننا بحاجة إلى تعزيز جهودنا لخفض الأسعار في البلدان النامية". ويضيف "بينما حفزت جائحة فيروس كورونا (COVID-19) التحول الرقمي، فإننا بحاجة إلى ربط جميع الناس بالتعليم والعمل والصحة والأعمال والخدمات الحكومية. ونحن نبني البنية التحتية من أجل مستقبل أفضل، وليس من أجل الأوقات الصعبة فقط."

وفقاً للهدف 2 الذي حددته لجنة النطاق العريض المعنية بالتنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة لعام 2025، ينبغي ألا تزيد تكلفة خدمات النطاق العريض الأساسية في البلدان النامية عن 2 في المائة من نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي (GNI) الشهري. وقد انخفضت القيمة الوسطية لسعر خدمات النطاق العريض المتنقل الأساسية في عام 2020 على الصعيد العالمي ضمن حدود هذا الهدف، إذ بلغ 1,7 في المائة. ومع ذلك، كانت القيمة الوسطية لسعر خدمات النطاق العريض الثابت الأساسية (أي GB 5 على الأقل) أعلى بكثير من الهدف، إذ بلغ 2,9 في المائة من نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي.

ويوضح الموجز أن القيمة الوسطية سعر النطاق العريض في البلدان النامية يبلغ 2,5 في المائة من نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي، مقارنةً بنسبة 0,6 في المائة فقط في البلدان المتقدمة. وعلى مدار العام الماضي، زاد عدد الاقتصادات التي حققت هدف ميسورية التكلفة البالغ 2 في المائة بمقدار ستة بلدان: من بين 190 اقتصاداً شملها التقرير، حققت 106 اقتصادات الهدف، في حين كانت الأسعار أعلى من الهدف في 84 اقتصاداً.

وتقول دورين بوغدان-مارتن، مديرة مكتب تنمية الاتصالات بالاتحاد: "لا تزال خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في غالبية البلدان الأقل نمواً (LDC) باهظة التكلفة، حتى بالنسبة إلى المستعملين المبتدئين. وعلى الرغم من انخفاض القيمة الوسطية للسعر في العام الماضي، فإن سلة خدمات بيانات النطاق العريض المتنقل فقط لم تكن ميسورة التكلفة في 39 من أصل 43 بلداً من أقل البلدان نمواً، في حين لم تكن سلة النطاق العريض الثابت ميسورة التكلفة في 32 من أصل 33 بلداً من أقل البلدان نمواً التي تتوافر عنها بيانات".

وبالنسبة إلى خدمة النطاق العريض الثابت، بلغت القيمة الوسطية للسعر في البلدان المتقدمة 1,2 في المائة من نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي الشهري، بينما كانت القيمة الوسطية للسعر في البلدان النامية أعلى بكثير، إذ بلغ 4,7 في المائة. ومن بين 178 اقتصاداً تم جمع هذه البيانات بشأنها، كان السعر أقل من 2 في المائة في 67 اقتصاداً وأعلى من هذه العتبة في 111 اقتصاداً.

وتقول سونيا جورجي، المديرة التنفيذية للتحالف من أجل إنترنت ميسورة التكلفة: "توضح هذه البيانات أننا بحاجة إلى تسريع التقدم لإزالة حواجز التكلفة التي تواجه خدمات الإنترنت". وتضيف "لا تؤكد الجائحة على الأهمية الحاسمة للنفاذ إلى الإنترنت في عالم اليوم فحسب، بل تكشف أيضاً نطاق عدم المساواة الرقمي الذي لا يزال قائماً. ونحن بحاجة إلى عمل منسق وطموح لإتاحة توصيلية هادفة وميسورة التكلفة للجميع، وتوجيه الجهود نحو الأشخاص الأقل احتمالاً أن يكونوا موصولين بالإنترنت، بمن فيهم الفقراء والسكان الريفيون والنساء والأشخاص الذين يعيشون في أقل البلدان نمواً. ونظراً لأن العالم أصبح رقمياً بشكل متزايد، أصبحت الحاجة إلى توسيع التوصيلية للجميع أكثر إلحاحاً ".

وقد شهدت خدمات النطاق العريض الثابت، وهي أغلى فئة تمت دراستها، أقل تغيير في العام الماضي. غير أن هذا الاستقرار الواضح في الأسعار لا يعكس تحسينات الجودة التي حدثت في الفترة الأخيرة واختلافها. ففي الاقتصادات المتقدمة، زادت القيمة الوسطية لسرعة التوصيلات الأساسية من 30 إلى Mbit/s 40 خلال العام الماضي. أما في البلدان النامية، فقد زاد من 3 إلى Mbit/s 5 فقط.

وشهدت إفريقيا أكبر انخفاض في الأسعار في جميع الفئات الخمس من حيث القيمة النسبية، على الرغم من أن القيمة الوسطية ل أسعارها لا تزال أعلى بكثير من الأسعار العالمية. وبشكل عام، تكون الفوارق الإقليمية أقل وضوحاً من الفجوة بين الاقتصادات ذات مستويات الدخل المختلفة.

ملاحظة إلى المحررين

دخل الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) والتحالف من أجل إنترنت ميسورة التكلفة (A4AI) في شراكة لجمع البيانات وتحليل الاتجاهات العالمية والإقليمية في ميسورية التكلفة والتسعير لمجموعة من خمس فئات أسعار لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تغطي تكنولوجيات مختلفة، بما في ذلك الصوت المتنقل والنطاق العريض المتنقل والثابت. وترد تفاصيل هذه المنهجية على الموقع الإلكتروني للاتحاد.

وقد جُمعت أحدث البيانات في يونيو 2020، في حين أن مصدر بيانات الأسعار التاريخية هو مجموعات بيانات الاتحاد السابقة. ويركز الموجز على أسعار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات معبراً عنها كنسبة مئوية من نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي الشهري لإظهار "ميسورية التكلفة"، أو سهولة شراء خدمة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بالنسبة إلى دخل المستهلك.

وجرت المقارنة المرجعية بين مجموعات البلدان في التقرير باستعمال القيمة الوسطية للسعر في كل من الفئات. ويتسم توزيع أسعار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العديد من مناطق العالم بتباين كبير، وتُلاحظ قيم عالية جداً في العديد من الاقتصادات. ويؤدي عرض قيم مجموعات البلدان باستعمال القيمة الوسطية (بدلاً من المتوسط ، على سبيل المثال، الذي يكون من الأسهل توضيحه بشكل بديهي) إلى تخفيف تأثير القيم المتطرفة على الاختلافات عبر الزمان والمكان.

لمزيد من المعلومات:

-              ويمكن الاطلاع على نتائج سلة أسعار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على الصعيد العالمي والإقليمي والوطني من خلال أداة الاطلاع على البيانات أداة الاطلاع على البيانات

-              تتوفر هنا أيضاً أسعار أكثر تفصيلاً للسلة بالنسبة إلى الاقتصادات المشمولة بالتحليل معبراً عنها بالدولار الأمريكي وتعادل القوى الشرائية ونصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي.

###

###

نبذة عن الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)

الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) هو وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في مسائل تكنولوجيات المعلومات والاتصالات (ICT)، التي تقود عجلة الابتكار في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصالات جنباً إلى جنب مع 193 دولة عضواً وعضوية تضم ما يزيد عن 900 كيان من الشركات والجامعات والمنظمات الدولية والإقليمية. والاتحاد الذي أُنشئ منذ أكثر من 150 عاماً في 1865 هو الهيئة الحكومية الدولية المسؤولة عن تنسيق الاستعمال العالمي المشترك لطيف الترددات الراديوية وتعزيز التعاون الدولي في تخصيص المدارات الساتلية وتحسين البنية التحتية للاتصالات في العالم النامي ووضع معايير عالمية لكفالة التوصيل البيني السلس لمجموعة ضخمة من أنظمة الاتصالات. ويلتزم الاتحاد بتوصيل العالم: من الشبكات عريضة النطاق إلى أحدث التكنولوجيات اللاسلكية، ومن ملاحة الطيران والملاحة البحرية إلى علم الفلك الراديوي ورصد الأرض من خلال السواتل والرادارات الأوقيانوغرافية فضلاً عن التقارب في خدمات الهاتف الثابت والمتنقل، وتكنولوجيات الإنترنت والإذاعة. ولمزيد من المعلومات، زوروا www.itu.int.​